فرانسوا فيوريه والثورة الفرنسية

الأصدقاء الأعزاء
من دواعي سروري أن نستهل سيمينار هذا العام بمناقشة عدد من المراجعات لكتابة تاريخ ثورات تنتمي إلى العصر الحديث. ومرجع السرور هنا هو راهنية مسألة الثورة في زماننا هذا، حيث أصبح الشعار الرئيسي لكثير من حركات الاحتجاج على المستوى العالمي هو: هناك عالم آخر ممكن!
وأياً كانت المراجعات المذكورة من حيث توجهاتها ومضامينها السياسية، الاَّ أنها تملك إلاَّ أن تعيد تركيز النقاش من جديد حول مسائل الثورة والسلطة. وهي مسائل لها أهميتها بالنسبة للكتابة التاريخية وللممارسة السياسية في آن واحد.


*


حسناً، تجاوباً مع اقتراح الصديق محمد حاكم، منظم هذا السيمينار، سوف أحاول استهلال نقاشنا هذا العام حول مثل هذه المراجعات بالحديث عن آخر المراجعات لتاريخ الثورة الفرنسية الكبرى والتي ترتبط باسم المؤرخ الفرنسي المعروف فرانسوا فيوريه صاحب الكتاب الشهير Penser la Révolution Française، وإن كان من الواضح أن فيوريه ليس أول من دشن مثل هذه المراجعة، كما يعترف فيوريه نفسه بذلك. ومن ثم، فإن استخدام اسمه هنا هو من باب الكناية لا أكثر، وذلك بحكم أن هذا الاسم الشهير قد أصبح دالاًّ على هذه المراجعة.
وكما عَوَّدَنَا المؤرخون الفرنسيون المعاصرون غالباً، فإن إعادات قراءاتهم للأحداث الدراماتيكية للتاريخ الفرنسي كثيراً ما تواكب الاحتفالات بذكرى هذه الأحداث، فتجيء عشية هذه الاحتفالات أو تتساوق معها أو تتلوها دون تأخير يذكر. ولا يعني هذا، بالطبع، أننا نكون بإزاء إعادة قراءات احتفالية، إذ غالباً ما نجد أنفسنا بإزاء إعادات قراءات مفاهيمية، أي تتصل بالمفاهيم السائدة عن الأحداث ومحاولة قراءة هذه الأحداث على ضوء مفاهيم مغايرة.
وفي هذا السياق الأخير لإعادة القراءة، تندرج تأملات فرانسوا فيوريه حول الثورة الفرنسية الكبرى.
لقد قُلتُ أن إعادة فيوريه لقراءة هذه الثورة تشكل مراجعة. والمعروف أن كلمة "مراجعة" (révision) كلمة قديمة في الفرنسية، حيث يعود أول استخدام لها إلى عام 1298، لكن المراجعة التي تهمنا هنا لا يشار إليها بهذه الكلمة، بل يشار إليها بكلمة "Révisionisme"، بما يعني المراجعة من حيث هي إعادة النظر في مجموعة من المفاهيم والتصورات. وقد دخلت الكلمة بهذا المعنى اللغة الفرنسية في عام 1907. وإذا كانت كلمة "Révision" قد دخلت الفرنسية عن طريق اللاتينية، فإن كلمة "Révisionisme" قد دخلتها عن طريق الروسية. فالماركسيون الروس هم أول من استخدم هذه الكلمة لتسمية الاتجاه الإصلاحي الذي عبر عنه الاشتراكي - الديموقراطي الألماني إدوارد برنشتاين الذي أعاد النظر في "رأس المال" لكارل ماركس ورتب على إعادة النظر هذه استنتاجات إصلاحية على المستوى السياسي.
ومثلما ارتبط الاستخدام الأول لمصطلح المراجعة؛ من حيث هي إعادة نظر في المفاهيم، بإشكالية "إصلاح أم ثورة" السياسية في أوائل القرن العشرين، فإن استخدامنا للمصطلح بمعناه المذكور إنما يرتبط هو الآخر بهذه الإشكالية، في نقاشنا حول الثورة الفرنسية الكبرى، وهو ما سوف يتكشف لنا الآن.
فالواقع أن ما يكمن خلف تأملات فيوريه الأخيرة ليس أقل من مساءلة المشروعية التاريخية للثورة الفرنسية، إن لم يكن للمشروع الثوري بعامةٍ. وتدور هذه المساءلة حول ما إذا كانت الثورة الفرنسية نتاج ضرورة تاريخية أو ما إذا كانت نتاج انفلات أو انزلاق كان من الوارد تفاديه. وما إحالة فيوريه إلى سيرورة المركزة الإدارية التي بدأت في فرنسا منذ القرن الثاني عشر، وهي سيرورة سبق لتوكفيل أن رصدها في كتابه "النظام القديم والثورة" أو إحالته إلى مشاريع الاصلاح السياسي عشية الثورة غير مدخلين ضروريين لتبرير فكرة الإمكانية التاريخية للإصلاح قياساً إلى الثورة التي لم تكن، ضمن منظور فيوريه ، ضرورية.
وحين يشير فيوريه إلى عدم التجانس الاجتماعي لمختلف القوى التي ظهرت على المسرح السياسي للسيرورة الثورية، فمن الواضح أنه يرمي إلى مساءلة طبيعة القوى المحركة لهذه السيرورة سعياً إلى التأكيد على أن هذه السيرورة لم تكن مدخلاً لازماً لصعود البورجوازية إلى سدة الحكم، وهو ما يثير تساؤلاً حول العمق الاجتماعي للارتباط بين الثورة والبورجوازية.
ومن الجلي أن ظاهرة انعدام التجانس الاجتماعي هذه كانت ماثلة في عديد من الثورات البرجوازية، وخصوصاً في الثورة البورجوازية الانجليزية، ثم إن أحداً لم يزعم أن الثورة الفرنسية الكبرى هي النموذج الوحيد للثورة البورجوازية، فقد عرف التاريخ نماذج أخرى كالثورة البورجوازية من فوق والتي عرفتها ألمانيا، والتي تمت من حيث الجوهر على يد بيروقراطية عسكرية أو كثورة تركيا الفتاة التي دشنتها عناصر من الإنتلجنسيا داخل الجيش العثماني، إلخ، إلخ.
ومن جهة أخرى، يتساءل فيوريه عن ضرورة الثورة الفرنسية الكبرى من زاوية تطور نمط الانتاج الرأسمالي، إذ من الواضح أن هذا النمط لم يشهد، في فرنسا، تحولات عميقة منذ عشية الثورة إلى ما بعد أكثر من أربعة أو خمسة عقود بعد الثورة، حيث يشهد هذا النمط صعوداً تاريخياً في الستينيات من القرن التاسع عشر.
إلاَّ أن بالإمكان الرد على هذا التساؤل بتساؤل آخر: هل كان من الممكن لهذا الصعود التاريخي لنمط الانتاج الرأسمالي في فرنسا أن يتحقق آنذاك لولا المداخل الحقوقية – السياسية التي أوجدتها ثورة 1789؟
وما دامت تساؤلات وتأملات فيوريه لا تولي أهمية كبيرة لدور المصالح البرجوازية المميزة في أحداث هذه الثورة، كما لا تولي أهمية أكبر لدور الفقر والاضطهاد في السيرورة الثورية، فمن الواضح أنه لا بد من تحديد بؤرة هذه السيرورة من زاوية أخرى، أي من زاوية الخصائص النوعية لهذه البؤرة نفسها.
وما دام الإرهاب الثوري هو بؤرة هذه السيرورة، فلا مفر من الاعتراف بأنه، خاصة في احتداماته، كان تعبيراً عن غياب مركز مؤثر قادر على حسم الموقف وهو ما يفتح الدرب رحباً أمام ظاهرة الانفلات والانزلاق، حيث يسيطر الغوغاء على الشارع ويسيطر الديماجوجيون على الغوغاء أو لا يسيطرون عليهم أو يتبادل هؤلاء وأولئك مواقع السيطرة، بما يبرر لفيوريه التساؤل عن الضرورة التاريخية للثورة مرة أخرى، وهو تساؤل يمنح المشروعية لادعاء إدموند بيرك، الكاتب الإنجليزي المعاصر للأحداث، بأن الثورة الفرنسية ليست إلا عربدة غوغاء خنازير.
لكن ما يكمن خلف هذا الادعاء هو الاحتقار العميق للجماهير الثورية ولأية دينامية سياسية لا يهيمن عليها سادة هذا العالم. فالحال أن الإرهاب الثوري لا يمكن فهمه إلاَّ على خلفية احتدام النزاع بين قوى تاريخية آفلة وأخرى صاعدة. وهو ظاهرة متعددة الدلالات، بل ولا يمكن إغفال أهميتها بالنسبة للتساؤل الفلسفي، بقدر ما أن الإرهاب الثوري أو المعادي للثورة إنما يثير على الفور مسألة الحياة والموت كما يثير في الوقت نفسه مسألة سرعة الأزمنة وأزمنة السرعة.
ومادام روبسبيير، تلميذ روسو، قد احتل بؤرة البؤرة، أي كان الرمز الأول لهذا الإرهاب الثوري، فلابد من التساؤل عن دور الأفكار الثورية والأندية الثورية والكراسات الثورية وخطباء الثورة، أي جميع تلك العناصر التي ترتبط بالتنوير الفرنسي. وهذا التساؤل إنما يقودنا مباشرة إلى عمل كوشان، الذي يعتمد عليه فيوريه، والذي ارتأى دينامية لهذا التنوير، تتميز بقدر واسع من الاستقلالية في ذات الوقت الذي تتمتع فيه بمقدرة عالية على التأثير.
وهنا، من المشروع أن نتساءل: كيف أمكن امتلاك هذه المقدرة إن لم يكن التنوير الفرنسي قد عبر الفعل عن مصالح ملموسة لقوى اجتماعية تاريخية، وهل كان لدينامية التنوير أن تعلو على هذه المصالح ثم تحتفظ في ذات الوقت بنفوذ يذكر؟
من الواضح أن ما ساعد على تحويل التنوير إلى قوة تاريخية إنما يكمن في استيعاب الجماهير لقيمه وفي تماهيها مع هذه القيم. وجماهير الثورة الفرنسية، كما نعلم، كانت في غالبيتها العظمى تجيد القراءة وكان بوسعها أن تصل إلى أفكار التنوير من خلال خطب الخطباء في الساحات العامة ومن خلال الاطلاع على مئات ومئات من الكراسات والمنشورات والصحف التي عممت أفكار المنورين.


*


لكن المرء إذ يقرأ أعمال المراجعين، لا يملك إلاَّ أن يتساءل عن المقصد الحقيقي لهذه المراجعة. لقد ذكرتُ اسم روسو للتوِّ، فمن منّا الذي يجهل أن روسو، هو محطة قيام القطار الذي وصل في أبريل 1917 إلى محطة فنلندة التي أعلن فيها لينين لدى عودته من سويسرا أن الثورة الاشتراكية قد اندرجت في جدول أعمال الجماهير الروسية التي خلعت الأوتوقراطية عن عرشها؟
ولينين هذا, الحاصل على ليسانس الحقوق، ألا يشبه من عدد من النواحي المحامي القادم من آرّاس [روبسبيير]، ألم يقل بليخانوف ذلك منذ عام 1903؟
شخصياً، لا يخامرني شك في أن فيوريه حين سعى إلى تجريد الثورة الفرنسية من مشروعيتها التاريخية إنما كان يهدف في حقيقة الأمر إلى إثارة الشك في مشروعية الثورة بعامة، أي في مشروعية مشروع التغيير الاجتماعي الجذري.
وما دام مآل الثورة الروسية، أي الانحطاط البيروقراطي لحزبها وللسلطة التي نشأت عنها، كان مخيباً للآمال، فإن فيلسوفنا المراجع سوف يدير ظهره لأي مشروع لتغيير العالم: إذ لا يجب التخلص من الحمام الستاليني الوسخ وحده، بل يجب التخلص من الماركسية ومن فكرة الثورة معه، وأليست الجمهورية الديموقراطية فضاءً مريحاً قياساً إلى معسكرات الاعتقال والأشغال الشاقة في أرخبيل الجولاج؟
وبقدر ماكان غزو تشيكوسلوفاكيا في عام 1968 صادماً، كان نشر رواية ألكسندر سولجنتسين "أرخبيل الجولاج" في الغرب فضيحة للدكتاتورية الستالينية أيضاً، ولم يكن بوسع مثقف ارتبط بالستالينية على مدار زمن غير قصير، مثل فيوريه، إلا أن ينزعج.
لكن الانزعاج يمكن أن يقود إلى دروب متباينة بينها شجب الستالينية والتمسك بالمشروع الثوري في الوقت نفسه، وبينها شجب الستالينية وشجب الثورة الروسية وكل ثورة معها، وبينها دس الرأس في الرمال بما يجعل المرء أضحوكة.
والحال أن فيوريه اختار الدرب الثاني، إذ يبدو أن الستالينية، في نظر فيوريه، ليست غير النتيجة الحتمية للثورة بأكثر من كونها انقلاباً على الثورة، بينما تبدو الثورة انزلاقاً لا يتجاوب مع أية ضرورة تاريخية. وإذا كان الأمر كذلك، فهل يمكننا لوم القوميين البورجوازيين الروس الذين قالوا أن ثورة أكتوبر جزء من التاريخ اليهودي وليست جزءاً من التاريخ الروسي؟


*


مادام الإرهاب الثوري هو بؤرة سيرورة الثورة الفرنسية، فلا جدال في أن هذا الإرهاب قد استند، بين أمور أخرى، إلى نشر ثقافة خوف من نوع ما، ناهيك عن أنه هو، بحد ذاته، مصدر رهبة وخوف وفزع. لكن ما يحدد نطاق ثقافة الخوف هو على وجه التحديد، نطاق التهديد. وكل سلطة دولة تعرف ذلك جيداً، ولا يمكن تصور سلطة دولة دون ثقافة خوف من نوع ما. إذ لا يمكن لموقع السيادة العليا إلاَّ أن يكون في الوقت نفسه مصدر الخوف الأكثر جسامة. وقد أدرك هوبز ذلك منذ زمن بعيد ورجل الشارع يعرف ذلك دون أن يقرأ هوبز، ولذا فإنني لم أفهم الصمت الذي قوبل به اقتراحي في ختام سيمينار العام الماضي والداعي إلى إنشاء موضوعات جديدة للكتابة التاريخية عن سلطة دولة يوليو 1952 [بمناسبة مرور خمسين عاماً على الانقلاب / الثورة] كموضوع ثقافة الخوف التي نشرتها هذه السلطة في داخل المجتمع. فهل كان هذا الصمت أحد تجليات هذا الخوف أم أنه كان أحد تجليات الحنين إلى زمن لا يستحق حنيناً؟
هل خرجتُ عن موضوعي؟ كلا، وذلك بقدر ما أن فيوريه قد تحدث عن دور تيمة المؤامرة الأرستقراطية في "الانزلاق" الثوري، وكأن هذه التيمة لم تكن تستند إلى أساس!
في كتابه، أعلن فيوريه انتهاء الثورة الفرنسية، وذلك في رأيه، بقدر ما أن الفرنسيين قد استبعدوا خيار العنف في نزاعاتهم السياسية، فالثورة هي العنف والعنف هو جوهر الثورة! ولا مستقبل إلاَّ للإصلاح!
بالطبع، نحن هنا أمام رؤية في التغيير الاجتماعي، قوامها أن العالم المعاصر بات من المستحيل تكوين فكرة كلية عنه وبات من المستحيل تغييره تغييراً جذرياً، ناهيك عن أن أي مشروع لمثل هذا التغيير ليس مرغوباً فيه، وهذه رؤية بعد حداثية بامتياز تشيِّعُ إلى المقبرة كلاًّ من التنوير الفرنسي والماركسية، بما يشكل إلغاءً لإنجازات ثلاثة قرون من التفكير الإنساني لصالح التمسك بترهات بائدة أعادت إنجابها مرحلة تاريخية موسومة باليأس وبخيبة الأمل وسوف تتولى دفنها مرحلة تاريخية جديدة موسومة باستنفار إرادة الحلم بأن هناك "عالماً آخر ممكناً"!


*


على أية حال، يكشف النقاش الذي لا يزال مستمراً أن الموقف من الثورة الفرنسية هو مسألة هوية سياسية وثقافية، وذلك بقدر ما أن الثورة قد كرست مجموعة من المبادئ المهمة كحقوق الإنسان والمواطن ودشنت الجمهورية الديموقراطية وأسست أواصر التشارك السياسي على فكرة المواطنة وأسهمت إسهاماً ضخماً في علمنة المؤسسات والتفكير، إلخ.
ومن الواضح أن الأهمية الإنسانية العالمية لهذه المبادئ إنما تجعل الموقف من الثورة الفرنسية شاغلاً للجميع، فرنسيين وغير فرنسيين، وهو ما أدركته أوروبا كلها في زمن الثورة ولم يتخلف الباب العثماني نفسه عن استيعابه في ذلك الحين.
فرد الفعل العثماني لم يتوقف عند حدود التساؤل عن مصائر التوازن الأوروبي – بقدر ما أن الدولة العثمانية كانت جزءاً من هذا التوازن فاعلاً فيه ومتأثراً بتحولاته – بل امتد إلى التساؤل عن القيم التي طرحتها الثورة وتأثيرها على الأسس الإيديولوجية للدولة العثمانية نفسها. ولا جدال في أنه سوف يتعين على مجمل بلدان العالم الإسلامي في أيامنا معاودة التساؤل عن راهنية تلك القيم بقدر تزايد إلحاح مهمة تحويل هياكلها السياسية ومجمل بنيانها الثقافي، بما يتماشى مع تنامي وعي شعوبها بمحورية الديموقراطية بالنسبة لأي مشروع تحديثي، فقد سئمت هذه الشعوب من آليات الحياة السياسية في مجتمعاتها والتي تحمل سمات بربرية لا تخفى على أحد.


*


الأصدقاء الأعزاء
إذا كانت مراجعة فيوريه للثورة الفرنسية لا توحي إلاَّ بإعادة قراءة سلبية ليس من شأنها إغناء البحث التاريخي، إلاَّ أن مما لا جدال فيه أنها تشكل تحدياً للقراءات الجبرية المبتذلة التي روجتها الستالينية في سياق ابتذالها العام للماركسية. ومن هذه الزاوية، فإن مناقشةً موضوعية لهذه المراجعة ليس من شأنها إلا أن ترد الاعتبار إلى الرؤية الجدلية لتاريخ فرنسا، وهي رؤية لا تلغي دور الإنسان أو مبادرته التاريخية، بالرغم من إدراجها لهذا الدور في السياق العام الذي ورثه الإنسان عن أسلافه، بكل ما يتميز به هذا السياق من تناقضات موضوعية، يتوقف حلها، بالطبع، على المصير التاريخي للنزاع بين قوى بشرية.
والحال أن مداخلتي الموجزة هذه لا تعدو أن تكون دعوة إلى مثل هذه المناقشة الموضوعية.

سيمينار السيداج، 2003

0 التعليقات: