ألبير قصيري

الجوع

عندما يجوع المرء مساءً، - بعد أن يكون قد صاغ
وجوده المر في إيقاعات سونيتات فاحشة، -
يهبط إلى الشارع مصاحباً تعاسته،
ويجد لأحشائه الجائعة شيئاً قابلاً للذوبان.

ما أبعد المرء عن تحرقات المشاعر والأحلام والأوهام؛
فالمثل الأعلى آنئذ هو الخبز المؤرَّج،
ولا يعود المرء راغباً في البصق على البورجوازيين العابسين
ولا في التحرش بمؤخرات بناتهم الفاتنات.

فمشهد الحلوى الجميلة في محال الحلوى
يمنح معدتك لذات زهيدة؛
وسرعان ما ينسى المرء لوسيل وماري.

ودون أن ينخدع بعدُ بالحسناوات المستحيلات
يحلم القلب، - الذي صرعته رغبةٌ متضورةٌ –
بالنكهة المحبوبة لحساءٍ ملائكي.





(1933)
ترجمة بشير السباعي
(عن الأصل الفرنسي)


0 التعليقات: