جورج حنين_11

سونيا آراكيستين

احفروا
فسوف تجدون هناك ابتسامة
ابتسامة قبرية
لأولئك الذين يصدقون وعود الحياة

احفروا
فسوف يغمر التراب قلوبكم
وسوف تمضون وقلوبكم في التراب
والحب الهامد
بلا حراك على ملتقى طرق الرفض

احفروا
فسوف تجدون السماء
ربما تكون السماء هناك
ربما يكون هناك تناثر أنواع الكائنات
أو مذاق المطر الأسيف

احفروا
حتى تنشر هذه المرأة مروحة سقوطها
حتى تصفع إلى الأبد بلادة الفضاء
حتى تزف نفسها إلى اليابسة
بوجهها البلوري المكسور الجميل

احفروا
فسوف تجدون العينين الأكثر وحدة في العالم
وعلى إسفلت الشارع البارد
امرأة غريبة دون سابق إنذار ككوَّة
احفروا لهاتين العينين نظرة مستحيلة
احفروا اسمنا في ليلنا
احفروا لأجلنا.
*
بعيداً

بعيداً
يحل صوتٌ ضَمَّةَ الشفاه
سهواً
مثلما يسقط المرءُ في مطب

بعيداً
تمتد حبال الصقيع
يتم إلقاء اسم امرأة في عرض الحياة
تشكل العقدُ الجورديةُ
في اليد أطفالاً

بعيداً
اسم امرأة لا يتوافق معه أحد
شرفة بلا أهمية
بيت مؤجَّل
ينسحب منه الكلام

بعيداً
يوجه المرء ضربة
بعيداً
يتردد المرء في توجيه ضربة ثانية
يتنكر المرء للرأس التي يحملها

بعيداً
يتحرك اسم امرأة عبر الحقول
يستطيل اسم امرأة بين أشجار الخيزران
بينما تهبط من جديد
شُرَّاعةُ اختلاس النظر

*
حديقة سُو

إلى جان ماكيه

أيها الفرسان الخاضعون عبثاً
لبلاء السديم

أيتها الحجارة التي تبلى سلفاً

يا وجوه صدر المدى
الذي يجمل
إيقافُ الإنسان عنده

هنا لا يفوت أوان شيء
الحلم من قطعة واحدة
يتواصل منتصباً
مثل وفاءٍ نادر الإيماءة
مداعبة قوية ما عادت اليد
بحاجة إلى الالتئام عليها من جديد

هنا لا يفوت أوان شيء
تحدٍ طويل ميال إلى الخذلان
يجمد الهامات المرتفعة الأخيرة

لم تعد هناك عناقات مفاجئة
لم نعد نستأنف كلامنا.
*
المرأة البيتية

جميلة
كالصاعقة التي تتوقف في منتصف السماء
كي تختار شجرتها

مجهولة
قريبة إلى حد إثارة الفزع
ومع ذلك فهي مثار اطمئنان
كاستراحة قصيرة في بلد معتدل المناخ

بطارية إضاءة
تمسك في حدقتها
بزمام الليل

هشة
كمصافحة
بين كائنين بلا مستقبل

عسرة
كاستهلال العالم

وجه محاط بالأسوار
لا يُرى غير مرة واحدة في العمر
عند الضغط على الزناد.

*
رسالة إلى فتاة صغيرة
لأجل بداياتها في العالم


يا بحيرة صغيرة على شاطئ البحر
ترتسم على صفحتها النجوم
يا بحيرة راحة اليد التي لا دخل لها
بأي ظمأ

إن جميع الوجوه مثبتة
بمسمار الشحوب ذاته
يتظاهر المرء بأنه لا يدري عن ذلك شيئاً
لكن ضغط الدم آخذ في الانخفاض اليوم
ما عاد المرء يتحدث إلاَّ عن نفسه
البيوت على مستوى البشر
متخلفة عن خراب مؤاتٍ للخلاص.

لكن تيار الأشياء الكامن المرصود
الذي لا يكاد يُلحظ في طيشه الوليد
هو ما يزدهر فيك
يثبت المرء النافذة قبل النظر
التردد قبل الحياة
يجب بناء الوجه بالأسلوب الذي تُبنى به مدينة

العصافير المقدسة حسمت رأيها للتوِّ
في موقعه.
ترجمة بشير السباعي
عن الأصل الفرنسي

0 التعليقات: