استيهامات_18

7يونيو 2010

حسناً، عزيزتي، أنتِ على حق: إن الاستيهامات، والنصوص الأخرى، مشحونة بالذكريات، الأليمة غالباً. ولكن، لكِ أن تتصوري إلى أيِّ حدٍّ يمكن للنسيان أن يكون مصيبة، وذلك بقدر ما أنه يؤشر إلى خمود الغضب.

اسمحي لي أن أُذَكِّرَكِ بما كَتَبَتْهُ ماريكا بودروتسيتش عن لقائنا الوحيد، قبل ست سنوات:

"أرغب في البدء ببيانٍ لصالح ولشرف المنابع التي ننحدر منها ولصالح ولشرف شواطئ أفكارنا وأقول: ليس هناك في العالم سوى الخوف والحب [...]
"لكن زمن البيانات قد وَلَّى، حتى لو كانت هناك نفحة من قوتها، نفحة من السرِّية والثورة يمكن استشعارها في وسط المدينة بالقاهرة. في أحد أيَّام الثلاثاء، قام شاعر بمصافحتي، ثم جلس في مكانه ثانية، ولعلمه بأصولي السلافية، قام طوال ساعة كاملة بإلقاء أشعار لليرمونتوف وتسفيتاييفا وأخماتوفا، وكان يُعاودُ إغلاق عينيه بين الفينة والأخرى، وكأنه يقوم في ظلمته خلف الأجفان بالتناجي مع الشعراء الروس، وكأنه يجلب هذه السطور من عين البشرية، التي كان بإمكانها التذكر، لكنها نسيت القوة من فرط التسلط".

هكذا، عزيزتي، يمكنكِ إدراك ما بين التذكر والانتصار على القهر من آصرة حميمة، وأليس صحيحاً، عموماً، أن الوعي التاريخي هو المدخل إلى امتلاك زمام المصير؟

أَشُدُّ على يديكِ، امتناناً للتواصل...

0 التعليقات: