مضيتُ

قسطنطين كافافي

مضيتُ

لم يُقيِّدني شيءٌ قط

دائمًا كنتُ حرًّا وإليها مضيتُ.

إلى تلكَ الملذاتِ التي كانت حقيقيةً أحياناً

وأحياناً مُتَخَيَّلَةً في روحي،

مضيتُ، في الليلِ المُضاء.

وشربتُ من أنبذةٍ قويةٍ،

كتلك التي يجب أن يشربها

من لا يهابون اللَّذة.

ترجمة: بشير السباعي

عن ترجمة س. بيير بيتريديس الفرنسية

النوافذ

قسطنطين كافافي

النوافذ

في هذه الغرفِ المعتمةِ حيثُ أَنوءُ بالأيام

أَجُوسُ هنا وهناك كيما أجد النوافذ.-

عَلَّنِي أجدُ عزاءً في أن تكون إحداها مفتوحةً.-

لكنَّ النوافذَ لا سبيلَ إليها

أو أنني أنا الذي لم أعرف كيف أجدُها.

لعلَّ هذا أفضل،

فالنورُ قد يكونُ عذابًا جديدًا.

من يدري ما الذي قد يجيءُ به؟

ترجمة: بشير السباعي

عن ترجمة فرانسوا سوماريبا الفرنسية

من دون أيِّ مهلة

قسطنطين كافافي

من دون أيِّ مُهلة

بينما تُخامِرُنا المخاوفُ والشكوك،

والفكرُ شاردٌ،

والعيونُ بالرعبِ غاصَّةٌ، متشنِّجَة،

نقول لأنفسنا ما العمل لكي ننجو

من الخطرِ الرهيبِ الذي يتهدَّدُنا.

لكننا نخطئُ، فهذا الخطرُ

لن نكون مضطرِّين إلى مواجهتهِ،

فالنُّذُرُ كانت خادعة

(أو أننا نحنُ الذين أسأنا تفسيرَها).

كارثةٌ أخرى غيرُ متوَقَّعةٍ،

مفاجِئَةٌ ولا مهرب منها، تحيقُ بنا،

تأخذنا على حين غِرَّة وتُودِي بِنا،

من دون أن تَدَعَ لنا أيَّ مُهلة.

ترجمة: بشير السباعي

عن ترجمة فرانسوا سوماريبا الفرنسية

تَوَسُّل

قسطنطين كافافي

تَوَسُّل

سَحَبَ البحرُ إلى أعماقِهِ بحَّارًا.-

أُمُّهُ، لجهلها مصيرِه، ذهبتْ لتوقِدَ

شمعةً كبيرةً للعذراء مُتَوَسِّلَةً إليها

أن يُعيدَ إليها ابنَها طقسٌ مؤات-

بينما تحسب بأذنيها قوة الرياح.

ولكن فيما المرأةُ تَتَوسَّلُ،

تُنصتُ الأيقونةُ، مهمومةً وحزينة،

لأنها تعرفُ

أن الابن الذي تنتظرُهُ لن يرجعَ أبدًا.

ترجمة: بشير السباعي

عن ترجمة فرانسوا سوماريبا الفرنسية