يقول جون إليس: "التفكيك يوفر لأتباعه إشباعاً سيكولوجياً كبيراً. فأحد السمات الجوهرية لمنطقه ... هو الشعور بالانتماء إلى نخبة ثقافية، بالنزوح عن سذاجة الجمهور، بالعمل على مستوى ثقافي أعمق من المستوى الذي يعمل عليه هذا الجمهور. وأنا أقول سمة جوهرية، لأن سذاجة الجمهور هي نقطة انطلاق التفكيك ذاتها، وخطوته التالية عاطفيةٌ عاطفيةَ قفزة فكرية إلى موقف يَشعر أنه مختلف من جميع النواحي. وهذه جاذبية قوية".
في هذا السياق، تتخذ وقاحةُ نوعٍ من المرضى موقعها الحقيقي: إنها مجرد آلية تعويضية لا تختلف كثيراً عن أخواتها المعروضة في شارع رشدي لذوي الحاجات الخاصة!
وهؤلاء، بحسب باسترناك، غالبون لنا!
* * *
1 يونيو 2010
قبل سنوات، طلبت إليَّ سامرة سميِّر، التي أحالها إليَّ تيموثي ميتشل، المفكر البريطاني المعروف، أن أترجم عدداً من الدراسات لمجلة عدالة، التي يصدرها مركز عدالة، داخل الخط الأخضر، والمهتم بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين في دولة اسرائيل.
عندما سَلَّمتُها الترجمة سألتني عن مكافأتها، فقلت إنني أريد التبرع بها لأسرة الشهيد الفتى البريء مصلح أبو جريد، الذي قتله الجنود الإسرائيليون في أم الفحم في أحداث أكتوبر 2000. تَرَدَّدَت قليلاً، ثم قالت إنها يجب أن تُراجع مدير المركز في هذا الصدد. ثم أخبرتني بعد ذلك أن المدير أجابها بأن المركز لا يستطيع إرسال التبرع إلى أسرة الشهيد، لأن الإسرائيليين سوف يعتبرون ذلك "مساعدة للإرهاب"، ما من شأنه أن يؤدي إلى إغلاق المركز ومحاكمة المتورطين في توصيل التبرع و، ربما، إدراج اسمي على قائمة المطلوبين من الموساد!
إن الجنون الصهيوني ليس ابن اليوم ولا البارحة: إنه مرصود منذ البدايات، منذ هرتسل، الذي كان أصدقاؤه قد نصحوه بزيارة طبيب نفسي، حين طرح عليهم أفكاره!
0 التعليقات:
إرسال تعليق