قسطنطين كافافي
العام الخامس والعشرون من حياته
يثابرُ على الذهاب إلى الحانة
حيث تَعَارَفا الشهر الماضي
كان يسألُ؛ لكنهم لم يدروا ماذا يقولون له.
من كلامهم، فهم أنه على علاقةٍ
بواحدٍ مجهولٍ تماماً
واحدٍ من أولئك الشبان الكثيرين
المجهولين، الغامضين، الذين كانوا يمرون بالمكان.
ومع ذلك يثابرُ على الذهاب إلى الحانةِ، ليلاً،
ويجلسُ، ويرنو إلى المدخل؛
حتى الضنى، يرنو إلى المدخل.
علَّهُ يظهر. هذا المساء، علَّهُ يجيء.
على مدارِ ثلاثةِ أسابيع والحالُ هي الحال.
دماغهُ مريضةٌ بالشهوة.
فالقبلاتُ قد بقيت على شفتيه.
نداءُ جسدِهِ كلُّهُ يكابدُ رغبةً لا تفترُ أبدًا.
ملمسُ هذا الجسد على جسده.
يودُّ لقاءَهُ .
مفهومٌ تمامًا أنه يجتهدُ في ألاَّ يفضح نفسه.
لكنه أحيانًا قلَّما يهتمُّ بذلك.
ثم إنه يعرفُ لأيِّ شيءٍ يُعرِّضُ نفسه؛
وقد استسلمَ لذلك.
ليس من غير الواردِ
أن تقودَهُ حياتهُ إلى فضيحةٍ كارثية.
ترجمة: بشير السباعي
عن ترجمة ج. أ. بابوتساكيس الفرنسية
0 التعليقات:
إرسال تعليق