وردة فسفورية


حين تخرجُ من البار اليوناني قبيل الفجر يرتجفُ قلبك عند سماع صياح الديك وتحلم بالكنز المسحور حتى يتسنى لك تبديد أكثر ما يمكن من أوراق البنكنوت على مائدة القمار.
سوف تهتف:
"كل قلب مثل قلبي خافق
كل قلب مثل قلبي ذو حنين"

لكنك لن تنسى الشاب الهازئ الملامح الذي كان أباك، وهو يسامرك على فراش الموت ...، كان جميلاً مثل وردة فسفورية على شط المحيط.
ربما تقرأ الليلة شيئاً من "الأخلاق إلى نيكوماخوس" وتتساءل: هل كان المعلم الأول مقامراً؟
وحين يقتلك السأم سوف تهتف من جديد:
"كل قلب مثل قلبي ..."
لكن أحداً لن يتمهل تحت نافذتك
ولن تمتد لك يد عند عذاب الروح!


5 / 10/ 1994

0 التعليقات: