لو كان..

إلى سوزانا


غاب في عينيْ هيلين
وتَذكَّرَ ستامبيلوس العجوز
كان يهتف وسط البار كل مساء
- واليونان مناط الحنين –
"لن ننساك يا هيلاس"
بينما كان وزيرٌ هيليني
من أحفاد ميتاكساس
يتحدثُ بكركرة ديكٍ روميٍّ عن مقدونيا
مستعيداً ذكرى فيليب والاسكندر
ومصوراً كافافي
في صورة صبيٍّ في سيرك وطني
تنهدت امرأةٌ من بوهيميا
وقالت
"لو كان السكندريُّ بيننا الآن
"لخرج
"بحثاً عن "البرابرة"!"


1


هيلين تقفُ كل صباح
على بابِ معتقل الجبل
تحملُ للأسير سجائر وخبزاً ساخناً
تتذكرُ طروادة
وتحلمُ بالحرب العادلة.


2


ستامبيلوس الذي لن ينسى هيلاس
فناري يدل اسمه عليه
ربما لم ير اليونان ولو مرةً واحدة.


3


السكندريُّ يتذكرُ "أوراق العشب"
ويتساءل:
"لماذا يجبُ ألاَّ تكونَ هناك
سوى مقدونيا واحدة
بينما تحمل مدنٌ كثيرة
اسم الإسكندر؟ .."


أواخر نوفمبر 1993

من ديوان "تروبادور الصمت"

0 التعليقات: