الشيخ
في عمق القهوة التي تعمّها الضوضاء
يجلسُ شيخٌ منحنياً على المنضدة؛
أمامه صحيفة: فليست له صحبة.
وفي عمق شيخوخته البائسة
يفكر في مدى ضآلة استمتاعه بسنيِّ عمره
عندما كان فتيًّا، صداحاً، وسيماً.
يعرف أنه شاخ كثيراً؛ يحس بذلك، يرصده؛
ومع ذلك يبدو له الزمن الذي كان لا يزال فيه شابًّا كما لو أنه كان البارحة.
أمَّا أن المسافة قصيرة، فيا لها ما أطولها!
يرى أن الحكمة قد خدعته.
أنه وثق بها. يا للحماقة!
الكذابة قالت له: "غداً، سيكون أمامك كل متسع من الوقت".
يتذكر رغباتٍ كَبَحَ جماحها وكم من المسرات ضحَّى بها لأجلها.
وهو الآن يسخر من غباوته.
لكن الشيخ يدوخ من التفكير والتذكر
وينتهي به الأمر إلى النعاس
منحنياً على منضدة القهوة.
يجلسُ شيخٌ منحنياً على المنضدة؛
أمامه صحيفة: فليست له صحبة.
وفي عمق شيخوخته البائسة
يفكر في مدى ضآلة استمتاعه بسنيِّ عمره
عندما كان فتيًّا، صداحاً، وسيماً.
يعرف أنه شاخ كثيراً؛ يحس بذلك، يرصده؛
ومع ذلك يبدو له الزمن الذي كان لا يزال فيه شابًّا كما لو أنه كان البارحة.
أمَّا أن المسافة قصيرة، فيا لها ما أطولها!
يرى أن الحكمة قد خدعته.
أنه وثق بها. يا للحماقة!
الكذابة قالت له: "غداً، سيكون أمامك كل متسع من الوقت".
يتذكر رغباتٍ كَبَحَ جماحها وكم من المسرات ضحَّى بها لأجلها.
وهو الآن يسخر من غباوته.
لكن الشيخ يدوخ من التفكير والتذكر
وينتهي به الأمر إلى النعاس
منحنياً على منضدة القهوة.
(عن ترجمة ج. ل. آرفانيتاكي)
* * *
رتابة
يومٌ رتيبٌ آخر يتلو هذا اليوم الرتيب، من دون أي فارق.
من جديد، تتكرر الأشياء نفسها – وسوف تتكرر من جديد.
اللحظات نفسها تلقانا – اللحظات نفسها سوف تفارقنا.
شهر ينقضي، ويجر وراءه شهراً آخر.
وكل ماسوف يحدث – نعرفه سلفاً:
إنه ما حدث، بالفعل، أمس.
هكذا ينتهي الغد بالكف عن أن يكون غداً.
(عن ترجمة س. بيير بيتريديس)
ترجمة بشير السباعي
0 التعليقات:
إرسال تعليق