كواسر_1

1960
جويس منصور



الدرع


حين تنهمرُ الحربُ انهمار المطر على الموج الصاخب وعلى الشطآن
سأخرجُ لملاقاتها مسلحةً بوجهي
مُعْتمِرَةً بشهقةٍ مخنوقة
سأتمددُ منبطحةً
على جناح قاذفة قنابل
وسأتمهل
عندما يحترق الأسمنت على الأرصفة
سأقتفي مسار القنابل وسط تقطيبات الجموع
سألتصقُ بالأنقاض
التصاقَ خصلةٍ من الشعر على أجرد
ستحرسُ باصرتي أطرافَ الخرابِ الممددة
موتى يتلألئون بالشمس وبالدم
سيخرسون بجانبي
ممرضات يرتدين جوانتيات من الجلد
سيخضن في سائل الحياة البشرية الحلو
وسيشتعلُ الذين في النَزعِ الأخير
كأنهم صروحٌ من القش
ستسوخ الأعمدة
ستتأوه النجوم
بل وستتلاشى السراويلُ الناعمةُ
في فضاءِ الفَزَعِ المترامي
وسأهزأُ مكشوفة الأسنان
بنفسجيةً من النشوةِ المفرطةِ
الهستيريةِ الفياضةِ
حين تنهمرُ الحربُ انهمار المطرِ على الموجِ الصاخبِ وعلى الشطآن
سأخرجُ لملاقاتها مسلحةً بوجهي
مُعْتَمِرَةً بشهقةٍ مخنوقةٍ.


تنجيم


زوجُكِ يُهمِلُكِ؟
حَرِّضي أُمه على قضاء الليلِ في غُرفتكِ
ثم وأنت مسترخية في الدولاب قرب السرير
اعرضي منتهاكِ بالإضافة إلى حفنةٍ من السحالي
في المرآة التي يتمايل فيها الظل
زوجُكِ يتهرَّب منكِ؟
المدير السماوي بحاجة إلى ريجيم
تبوَّلي في حسائه عندما يتمددُ سعيداً إلى جواركِ
كُوني عذبةً ولكن حاذقةً في حشو الأوزة السمينة بأخطبوطاتٍ من الرسائل
وبزغب نبتةٍ باذنجانية
عاكسي أهواءه بفرشةِ حلاقةٍ من الحرير
رُشي فراشته بالدم وبالسخام
واحرصي على الابتسام حين يموتُ بين ذراعيكِ
وسوف يُفكرُ فيكِ مُرْغَماً.


*


لا أعرفُ الجحيم
لكن جسدي يتقد منذ مولدي
ما من شيطان يؤجج أحقادي
ما من كائن خرافي يلاحقني
لكن الكلمة تتحوَّل إلى حشرةٍ مؤذية بين شفتي
وعظمُ عانتي جد الحساس للمطر
المشلول كحيوانٍ منتفخٍ بالموسيقى
يتشبثُ بالتليفون
ويبكي
بالرغم مني تحتدم جثتي مع عضوك الشائخ المخلوع
الذي ينام.



أغنيةٌ عربيةٌ


العينُ تتأرجحُ في الليلِ لحظةَ الموت
أوه أيتها الحماقةُ البريئة اللامعة للأجنة التي لا نعرفها
مبطنةً بالصمتِ تحكُّ الذراع على الوسادة
وتفتحُ العين المستديرةَ على ليلِ ما لا يُدْرَكُ باللمسِ
وحائكُ النرجسيات البارد يخبطُ برجليه على عيني
أرى انزلاقَ البساطِ المتحرك للأفقِ الذي يتوهج ويحترق
يا له من إهابٍ مرتجفٍ على جسدٍ يتوارى
صخبُ أحشائي الملبَّدُ يتجمدُ من الرعب المجنون
أعطسُ لكنني لا أرتج
والعينُ التي تحبسُ أحلامي، التي تسبح والتي ترمش
العين تغزو لياليَّ
الليل الليل الإعصار
العين البراقة ذات الإزهارات الغريبة
العين المريضة بالأخيلة.


ترجمة بشير السباعي عن الأصل الفرنسي
يتبع

0 التعليقات: