تمزقات_6

1955


جويس منصور




منخاراك يرتعشان
وصرخاتك، صرخات أرانب
تؤدي إلى فورانِ لَبَنِي
شُرْفَتُكَ تكشف سُرَّتَكَ المُحَجَّرَةَ
لدى كل خطوة مضطربة
لدى كل ضحكة عديمة الأدب
وعندما تفتح فمكَ
نرى دون صعوبة
لمبات
روحك.


*


أنا في الليلِ الصعلوكُ المتسكعُ في دنيا الدماغ
روحي، ممدَدةً على القمر الاسمنتي،
تتنفس وقد أضنتها الريح.
أجسام الباليرينات النحيلة العارية ترقص على الثلج المحلى بالسكر
بينما أنت تدنس فراشك بأحلامك
وأنت تنتظرني.


*


زنجياتٌ مُنْهَكَاتٌ
بحارةٌ مشبعون
الغذاءُ القارُ والريحُ والبصماتُ
البحرُ يستريح ويلهو
متخذاً من السماء غطاء سرير.


*


جوادٌ ميتٌ.
ساقاه مُجَمَّدَتَان تشيران إلى سماءٍ مُوصدة
أحشاءٌ منتفخةٌ بالهواء الفاسد
ميتٌ لكنهما يبكيانه مُرَّ البكاء
جوادان جريحان
يلعقان جراحهما الفاغرة
واقفين على سيقانهما المترنحة
يذرفان الدموع المُرَّة والمتمهلة
دموع عدم الفهم.


*


هناك دمٌ على الجدار
حدود رَجُلٍ كان.
عكازاتٌ راقدةٌ لن تعرج بعدُ
أَسِرَّةٌ مُشَوَّشَةٌ فوق رجال مُمَزَّقين
والصمتُ الجالسُ فوق المستشفى المنهار
بعد القنبلة.


*


زنجيٌ راكعٌ
يداه اللتان تضربان
يداه اللتان تضربان
رأسه التي تتدحرج على عنقه المخنوق
يداه اللتان تضربان
يداه اللتان تضربان
الطبل المجنون
الطبل الرخو
لرأسي
النائمة.


*


على المنارة الخاوية تنتظرُ
مائلة على عُكازيها المكسورين
بين أسنانها عظمةٌ صغيرةٌ،
امرأةٌ عجوزٌ متعبةُ النهدين.
الغضبُ يصعدُ كثعبان ضَارٍ
في حلقها حيث ينبض
وريدٌ طائش
مُترعٌ بالدموع المخنوقة شرّ خنق.


*


كمنجاتٌ تسبحُ في السماء المعتمة
كان ذلك عيد الفصح.
كنا راقدين على الأرض الجريحة
وأعضاؤنا ركامٌ من الدم والمخ
الممتزجين في رقصة جهنمية.
وأنت أيها الشيطان ذو العينين النسناسيتين
تُفْرِغُ الله من جسدك الشبع.


*


قلِقَةٌ أنتِ يا أختي؟
خففي عن حقويك.
جزِعةٌ أنتِ يا زهرتي؟
اكشفي عن نهديكِ الشحيحين
علَّ عيناهما السحريتان
تحميان عينيكِ.
لكن لا تنادي أُمَّكِ الميتة
مخافةَ أن تعيشي في فراشها طويلاً
هلاكَها
وهلاكَكِ.


*


أنتم يا من تحملون حِملانكم على ظهوركم
أنتم يا من تتوسدون الجحيم رأساً
أنتم يا من تنتزعون الريش النادر للطيور الصهباء
كي تكتبوا كلماتكم السحرية في رمال عينيَّ
ارموا ضفادعكم المزدوجة في صمت المستنقع
واحذروا الصرخات المرعبة للنجوم ذات الأرواح المُعَذَّبَة
التي تُبْطِلُ ألعاب ما بعد الموت
للشياطين الذين يدعون الألوهية.


*


الأشرعةُ الخمريةُ لسفينتي الرشيقة
تَنتفخ لأنَّ الريح قوية.
السواحلُ تبتعدُ وهي تزفر
مغطيةً رأسها الجليلة بقبعتها المستديرة
لأن الكارثة على السفينة فالشيطان رُباننا
ولهب الجحيم منارتنا.
أيها الرجال، لا تقتربوا من البَحَّارةِ الشاحبين
الذين يخترقون الأشرعة بصوتهم الأجش.
أيها الرجال، لا تقتربوا من سفينتي السوداء
لأن الكارثة على السفينة فالشيطان رُباننا
والقمر مرسانا


*


ترجمة بشير السباعي عن الأصل الفرنسي


يتبع


0 التعليقات: