جماهير

سيزار باييخو
(1892-1938)

حين انتهت الحربُ وماتَ المُقَاتِلُ،
تَقَدَّمَ رجلٌ نحوه وقال له: ‘لا تمُت، حُبًّا غامراً أُحِبُّك!’
لكنَّ الجثمانَ، ياللأسف! وَاصَلَ الموت.

فاقتَرَبَ اثنانِ، وقالا له ثانيةً وثانيةً:
‘لا تترُكنا! كُن شُجاعاً! عُد إلى الحياة!’
لكنَّ الجثمانَ، ياللأسف! وَاصَلَ الموت.

جاء عشرون، مائةٌ، ألفٌ، خمسمائةُ ألفٍ،
صائحين: ‘كُلُّ هذا الحبِ، ويَعجزُ عن فعلِ شيءٍ حيالَ الموت!’
لكنَّ الجثمانَ، ياللأسف! واصَلَ الموت.

التفَّ حَولهُ ملايينُ البشر،
كُلُّهم يقولونَ الشيء نفسه: ‘إبقَ هنا، يا رفيق!’
لكنَّ الجثمانَ، يا للأسف! وَاصَلَ الموت.

عندئذٍ جَاءَ كُلُّ مَن على الكوكب من بَشَرٍ والتفوا حوله؛
نَظَرَ الجثمانُ إليهم حزيناً، عميقَ التأثر؛
أَخَذَ يَنهضُ ببطءٍ،
طوَّقَ بذراعيهِ أَوَّلَ إنسانٍ أمامه؛ وبدأ يمشي...



ترجمة بشير السباعي
عن ترجمة روبرت بلاي الإنجليزية

0 التعليقات: