جان كانتاكوزين يسود
يتأمل هذه المروج التي لا تزال ملك يمينه
حيث الحنطة والماشية والأشجار ذات الثمر.
يتأملُ، وراء ذلك، بيت الآباء
العامر بالثياب، بالأثاث الفاخر، بالفضيات.
كل ذلك سوف يُحرم منه – وايسوعاه! – كل ذلك سوف يُحرم منه الآن.
أيكون صدفة أن يرحمه كانتاكوزين
لو سجد عند قدميه؟
يُقال إنه عفوٌ، عفوٌ غفور.
ولكن ماذا عن حاشيته؟ ماذا عن الجيش؟
أم ترى إن من الأحرى به أن يتوسل للسيدة إيرين وينتحب ضارعاً إليها؟
كم كان غبياً إذ ورط نفسه مع حزب آن
- تلك التي ماكان يليق قط بالسيد آندرونيك أن يتزوجها.
هل طلعت علينا بشيء يستحق الاستحسان؟
الفرنجة أنفسهم ماعادوا يقيمون لها اعتباراً.
مضحكة كانت خططها، بلا طائل كانت استعداداتها.
وبينما كانوا، من القسطنطينية، يهددون الدنيا،
بدد شملهم كانتاكوزين، سحقهم السيد جان.
لو كان عزم على نصرة السيد جان.
لو كان فعل ذلك، كان يمكن أن يهنأ،
والياً عظيماً، راسخ القدمين أبداً
لو لم ينجح الأسقف في إقناعه في اللحظة الأخيرة بصولته الكهنوتية،
بمعلوماته المغلوطة من أولها إلى آخرها،
بوعوده وحماقاته.
(عن ترجمة بانوس ستافرينوس الفرنسية)
* * *
المهالك
قال ميرتياس ( طالب سوري بالإسكندرية في عهد أغسطس كونستانس وأغسطس كونستانتينوس، شبه وثني، شبه مسيحي):
"" متخذاً من العلم والدراسة عدةً لي،
لن أخشى، كالجبان، أهوائي.
جسدي، سوف أسلمه للشهوة،
للملذات التي يجرفني الشوق إليها،
للرغبات الجنسية الأكثر جموحاً،
لتحرقات دمي الشبقية،
دونما خوف.
لأنني متى شئت
- وساعتها سوف تواتيني الإرادة،
وقد تسلحت إلى هذا الحد
بالعلم وبالدراسة –
سوف يتسنَّى لي أن أجد من جديد،
في اللحظات المناسبة،
كما في السابق،
روحي الزاهدة"".
(عن ترجمة آي. كيرياكوبولو الفرنسية)
* * *
عن الدكان
يلفها حريصاً، بنظام،
في الحرير الأخضر النفيس.
ورودٌ من ياقوت، زنابق من لآلىء
وبنفسجاتٌ من جمشت.
هكذا حسبها، وأرادها وبدت له جميلة،
على غير حال الطبيعة.
أشار إليها وعلَّمها.
أودعها خزانته،
لتكون برهاناً على عمله العبقري والجسور.
وعندما يدخل مشتر الدكان،
يُخرج، من علب الجواهر، درراً أخرى للبيع
- جد نفيسة –
سلاسلَ وأساورَ وعقوداً وخواتمَ.
(عن ترجمة آي. كيرياكوبولو الفرنسية)
* * *
في الشارع
وجهه العذب، شاحبٌ قليلاً؛
عيناه الداكنتان، تحيطُ بهما زرقة؛
في الخامسة والعشرين، لكنه يبدو كما لو كان في العشرين؛
لثيابه مظهرٌ فنِّيٌّ
- شيءٌ ما في ربطة العنق، في شكل الياقة –
يهيمُ على وجهه في الشارع،
وهو لا يزال منتشياً باللذة المنحرفة،
باللذة جد المنحرفة، التي جرب مذاقها.
(عن ترجمة د. ميتروبولوس الفرنسية)
* * *
أَيْمان
يحلف كل نهار أن يبدأ حياةً عامرةً بالفضيلة،
ولكن عندما يحل الليل بإيحاءاته،
بغواياته، بوعوده ،
ولكن عندما يحل الليل بقدرته على الإقناع،
يرتد، ولهانَ، إلى الاستمتاع الآسر نفسه
بالجسد الذي يشتهي ويهوى.
(عن ترجمة أليكس ايمبريكوس الفرنسية)
* * *
بقاء
لابد أنها كانت الواحدة أو الواحدة والنصف ليلاً،
في ركن حانة،
خلف ساترٍ خشبيٍّ.
فيما عدانا نحن الاثنين كانت الحانة مهجورة تماماً.
كان سراجٌ يضيئها إضاءةً خافتة.
عند الباب،
كان الجرسون، الذي أضناه السهر، قد استسلم للنوم.
ماكان بوسع أحد أن يرانا.
لكننا كنا، أيضاً، جد مستثارين،
بحيث كان مستحيلاً علينا الاحتياط.
كانت الثياب مفتوحة الأزرار.
لم تكن كثيرة
بسبب ذلك الحر الشديد لشهر يوليو.
لذة شهوانية،
بين ثياب مفتوحة الأزرار
- تعرية سريعة للجسد–
اجتاز طيفها ستة وعشرين عاماً
ليبقى الآن
في هذه القصيدة.
(عن ترجمة آي. كيرياكوبولو الفرنسية)
* * *
في شهر هاتور
أقرأ بصعوبة
على الحجر القديم،
" ر(بـ)ـنا يسوع – المسيح"
أميز كلمة "ر(و)ح"
وبعيداً عن ذلك، "في شهـ(ر) هاتور"
"(ما) ت ليوكيو(س)".
عند ذكر العمر،
"عا(ش)"
يشير الرقم 27
كم كان صغيراً حين مات.
في مواضع متآكلة
أرى "هـ (و) ......سكندري".
يجد المرء بعد ذلك ثلاثة سطور
أكثر تآكلاً
لكنني أفك كلمات
كـ "د(مـ) وع" و "أسف"،
ثم تحت ذلك مرة أخرى "دموع"
ثم "كرب لنا (نـ)حن خلا(نـ)ـه".
يبدو لي أن ليوكيوس
كان محبوباً جداً.
خلال شهر هاتور
مات ليوكيوس.
(عن ترجمة فرنسية صاحبها مجهول)
* * *
شمس الأصيل
كم أعرف هذه الغرفة جيداً!
الآن جرى تأجيرها، مع تلك المجاورة لها، مكاتب.
ولم يعد المنزل غير مكاتب للوكلاء، للتجار، للشركات.
آه! كم هي مألوفة لي هذه الغرفة.
قرب الباب، هاهنا، كانت الكنبة وأمامها بساط تركي.
وهناك، غير بعيد، كان الرف وعليه مزهريتان صفراوان.
إلى اليمين – لا ، في الواجهة – كان دولاب له مرآة.
في الوسط، كانت منضدته حيث اعتاد العمل
وكراسي الخيزران الكبيرة الثلاثة المريحة.
وإلى جانب النافذة كان السرير
حيث مارسنا الحب كثيراً.
ياللأشياء البائسة!
لابد أنها لا تزال موجودة في مكانٍ ما.
إلى جانب النافذة كان السرير،
كانت شمس الأصيل تصل إليه حتى المنتصف.
...ذات عصر، في الساعة الرابعة، افترقنا.
لأسبوع واحد فقط...
ياللحسرة،
لكن ذلك الأسبوع قد دام إلى الأبد.
(عن ترجمة آي. كيرياكوبولو الفرنسية)
* * *
الخامس عشر من مارس
يجب أن تهابَ الأمجاد، آه ياروحي.
وحين لا تقوى على قهر طموحاتك،
اتبعها بتردد واحتياط.
وبقدر ما تتقدم
كن حريصاً،
وعندما تبلغ الأوج، وتصبح قيصر أخيراً،
عندما تتخذ شكل شخص بهذه الرفعة،
عندئذ انتبه بشكلٍ خاص حين تكون في الشارع،
مهيمناً جليلاً مع حاشيتك،
إن حدث واقترب منك أحدٌ من الجموع،
أرتميدور ما حاملاً مكتوباً،
وقال لك في عجلة "اقرأ هذا حالاً
هذه أشياء خطيرة تهمك"،
سارع إلى التوقف،
سارع إلى إرجاء كل محادثة أو شأن،
سارع إلى تنحية أولئك الذين يحيون وينحنون عن طريقك
(سوف تراهم فيما بعد)،
دع مجلس الشيوخ نفسه ينتظر،
وتَعَرَّفْ بسرعةٍ على الأشياء الخطيرة في مكتوب أرتيميدور.
(عن ترجمة م. الفرنسية)
ترجمة بشير السباعي
0 التعليقات:
إرسال تعليق