فولاذ يكن

(1901-1947)

رؤيا

الشفقُ يُرخي غلالاتهِ الشفيفةِ،
عندما أراكِ جالسةً في ركنٍ قصيٍّ:
سماءٌ متوهجةٌ وعامرةٌ بالنجوم
تُنَوَّرُ وَجهكِ المتأمل بضيائها الجميل.

حالمةً، تراقبين المشهد الطبيعي الرحب
الذي تتراءى وجوهه المتباينة في عينيك،
وإذ تجتازُ النسمةُ أوراق الشجر المخضوضرة
تَطبع قبلتها المديدة على ذَهَبِ شَعركِ.

أخال أنني أرى فيكِ، يا ذات الحُسنِ الذابلِ الفخور،
فنظرتُكِ تعرفُ جيداً إبداء ذلك،
شعاعاً شمسياً هادئاً وحيداً،
بحيث إن النهار، إذ يرحلُ، يَنسى جَرَّه وراءه!


سونيت

بينما كُنتُ أبحثُ عن الكائن البريء الرقيق
عَلَّني أتَحسس فرحةً طال اشتهائي لها،
أشعلتِ في حواسي، بنظرةٍ عابرة،
الرغبة َ التي بَرَّحَها انتظارُك.

منذ ذلك الحين صرنا أحباء. فمن ذا الذي يعيد لنا
تلك الأيام التي ولَّت، الممتلئة صفاء،
تلك اللقاءات الرائقة في أمسيات الصيف الجميلة
حيث تَوَحَّدَ قلبانا المخلوقان للتواصل؟

أُخرياتٌ جَعلنني أقضي ساعاتٍ من المسرة
لكن ما من واحدة منهن تَسنَّى لها قهري
تحت التباريح الحلوة لنشوةٍ حبيبة.

وربما، في أيام زاهية أكثر، وأكثر صفاءً،
تصوغ مشاعري القديمةُ القصيدةَ
التي سيكونُ حُبِّيَ الأولُ أجملَ أبياتها.


ترجمة بشير السباعي
(عن الأصل الفرنسي)

0 التعليقات: