أحمد راسم

(1895-1958)
"أنا كالنبتة التي تطلع ثانية بعد قطعها."

(أحمد راسم)

"إنه شاعر الفرنسية المصري الوحيد الذي تحمل نصوصه إيقاع لغته الأصلية ورموزها وقالبها الفكري".

جان موسكاتيللي

"إنه أكثر شعراء الفرنسية المصريين مصرية."

جاستون بيرثي
" الشاعر الحقيقي يعبر عن نفسه برغم عصره وغالباً ضد عصره، ضد المؤثرات السائدة، و، بوجه عام، ضد هذه "الذات" التي ليست "ذاته هو" الحقيقية."
أحمد راسم


ولد شاعر الفرنسية المصري أحمد راسم بالإسكندرية في عام 1895 لأسرة أرستقراطية من أصول شركسية.
استمع في طفولته من جدته رينجيجيل – " الجميلة، التي كانت تحب شكل السحب"- إلى حكايات عديدة تصور عالم الحريم في العصر الخديوي، كما استمع من مربيته الزنجية زُمبُل – " الهزيلة ، كسراج على وشك الانطفاء" – إلى حكايات وأمثلة شعبية مصرية عديدة.


قبل أن يتم أحمد راسم العشرين من عمره، كان قد قرأ وحفظ عن ظهر قلب، الكثير من أعمال الشعراء الكلاسيكيين العرب والفارسيين والهنود واليونانيين واللاتينيين، إلى جانب الكثير من أعمال الشعراء المحدثين الشرقيين والغربيين على حد سواء.


في عام 1922، نشر أحمد راسم ، من دون توقيع، مجموعته الشعرية الأولى – والأخيرة – بالعربية : البستان المهجور.

في عام 1926، نشرت له دار "رسائل الشرق" الباريسية مجموعة شعرية تحت عنوان "كتاب نيسان" تتضمن قصائد حب مهداة إلى حبيبته الأولى والأثيرة.

في عام 1926، أسس اليوناني ستافروس ستافرينوس في القاهرة مجلة " لاسومين إيجيبسيان" وسرعان ما أصبح أحمد راسم واحداً من أبرز الشعراء الذين تحرص المجلة على نشر إبداعاتهم.

في عام 1928، أصدرت المجلة المذكورة عدداً خاصاً عن إبداع أحمد راسم الشعري، تضمن، إلى جانب مختارات من أعمال أحمد راسم الشعرية، مساهمات نقدية بأقلام فيرنان ليبريت وثيو ليفي وجيوفاني موسكاتيللي ومقدمة بقلم الناقد الفرنسي جوزيف ريفيير ورسالة من الشاعر اليوناني السكندري الشهير ك. ب. كافافي إلى ستافرينوس، رئيس تحرير المجلة، أعرب فيها عن تقديره البالغ لإبداع أحمد راسم الشعري.

في عام 1930 ، نشرت دار "لاسومين إيجيبسيان" مجموعة شعرية لأحمد راسم تحت عنوان : "وتقول زُمبُل ثانية" ، أهداها لذكرى مربيته الزنجية. ثم نشر أحمد راسم بعد ذلك مجموعة شعرية أخرى تحت عنوان: "قدت حماري"، ونشرت له دار "لاسومين إيجيبسيان" مجموعة قصائد نثرية تحت عنوان: "ناسك عتاقة".

في عام 1932، نشر أحمد راسم ترجمة فرنسية لمجموعة من الأمثال الشعبية العربية تحت عنوان : "قلادة العجوز زُمبُل". وفي عام 1934 نشر ترجمة فرنسية لألف مثل عربي تحت عنوان : "عند تاجر المسك".

وفيما بعد، نشر أحمد راسم مجموعات شعرية جديدة، يحمل أغلبها أسماء نساء ارتبط بهن في أوقات مختلفة. إلى جانب إبداعه الشعري وترجمته للأمثال العربية، نشر أحمد راسم صوراً أدبية للعديد من معاصريه من الأدباء والفنانين، كما تابع أعمال الفنانين التشكيليين المصريين والأجانب وكتب عنها سلسلة من المقالات التي جمعها فيما بعد في كتابه: "يوميات رسام فاشل" ، والذي يعد عملاً رائداً من أعمال النقد التشكيلي المصري.

في عام 1953، ظهر بالفرنسية في الإسكندرية كتاب الناقدة الأرمينية ليزيت إينوكيان : "أحمد راسم، شاعر عريق ورقيق" ، الذي كرسته لتحليل تجربة أحمد راسم الشعرية.

في عام 1954، نشر أحمد راسم مختارات من أعماله الشعرية في مجلد كبير يتألف من حوالي ستمائة صفحة. وفي عام 1955، نشر مختارات من أعماله النثرية.

في عام 1954، صدرت بالفرنسية في الإسكندرية محاضرة الناقد إدوارد جميل: "أحمد راسم، بستانيّ الحب" والتي كانت قد ألقيت في أبريل من العام المذكور.

عرف أحمد راسم عن قرب شعراء الفرنسية المصريين: محمد خيري وفولاذ يكن وجورج حنين، وسجل ذكريات عن محمد خيري وفولاذ يكن، كما عرف عدداً من شعراء العربية المصريين معرفة شخصية وثيقة واحتفظ بأواصر صداقة متينة مع الشعراء الأجانب المقيمين في مصر، خاصة راؤول بارم وجان موسكاتيللي.

تولّى أحمد راسم العديد من المناصب في السلك الدبلوماسي المصري وأقام فترات في باريس ومدريد وبراغ ثم انتقل إلى العمل في السلك الإداري، وكان في وقت من الأوقات وكيلاً لمحافظ القاهرة، ثم تولى مهام محافظ السويس.
رحب أحمد راسم بسقوط الحكم الملكي.

غداة وفاته في عام 1958، رثاه جورج حنين رثاءً مؤثراً وموحياً.
وأصدرت مجلة "لا ريفي دي كير" عدداً خاصاً عن حياته وأعماله (1959).

وفي عام 2007، نشرت دار دينويل الباريسية مختارات من أعمال أحمد راسم، قام باختيارها وتذييلها وإعداد جهازها النقدي دانييل لانسون.

تميزت أعمال أحمد راسم الشعرية بالرومانسية والغنائية المتمحورة حول المرأة وعبرت ابداعاته عن نزعة روحية طفولية وعن نزعة حسية لا تقل طفولية.

نشر أحمد راسم أعماله في نسخ محدودة (500 نسخة على الأكثر للعمل الواحد) كان يوزع أغلبها على أصدقائه ومحبي شعره.


بشير السباعي

0 التعليقات: