1
رأيتُ أرملتي
تعبرُ الدربَ لاهثةً
تحتَ شمسٍ حارقةٍ
تمنيتُ أن تنسى أحزانها
وتكفَّ عن صب اللعنات
على هادم اللذات
أن أحثها على البحثِ عن حبٍ جديد
لكنَّ الملاكَ المتجهمَ
الواقفَ إلى جواري
ألجَمَ لساني!
2
كنتُ أسيراً
أستخدمُ ملابسي مناشف
وأقفُ عارياً داخل زنزانة
تؤالفُ بين ضمير الزمن
والسحالي
ثم جاءتني امرأةٌ يونانية
بثيابٍ ومناشف
فتمنيتُ أن تكون لها عينا ميدوزا
لتحجِّر الحراس
3
المعي يا عيني ببهجةِ السكينة
وباحتدامِ الخطر
المعي يا عيني بدمعةٍ حزينة
وقهقهاتِ المطر
4
كنتُ رملاً ناعماً
على شاطئ البحر
ترسُمُ أقدامُ الأطفالِ الراقصةُ
ملامحي
ثم يغسلُ الموجُ وجهيَ عند الغروب
فأنامُ وأحلمُ بالأقدامِ الصغيرة
لكنني هذا الصباح
استيقظتُ فوجدتُني رصيفاً
يتأوَّهُ تحت سلالم حديدية
لآلافِ البوارج
5
ليتني كنتُ زهرةً
تمسحُ فراشاتُ الفجرِ عن وجهيَ
نُدفَ الثلجِ
فأمنحُها أنفاسيَ الأخيرة...
قبل أن أذوبَ
في رمادِ العالم
فبراير 1996
من ديوان "مبدأ الأمل"
0 التعليقات:
إرسال تعليق